النص الكامل لقصيدة الأرض الخراب - توماس ستيرانز إليوت - ترجمة محمد عبدالحي السيد يوسف

قصيدة الأرض الخراب ، قصيدة ما أن تقرأها إلا وتسكنك كعفريت .. ثم تتمثل لك في كل شارع تسيره ، و كل وجه تلمحه ... فاستحقت - ولا شك - أن تكون قصيدة القرن العشرين .
قرأتها مرات فظننت أني استوعبتها ، لكن وعندما قرأت "مسخ الكائنات" للشاعر أوفيد .. لم يعد فيها شيئا كما كان . و الآن .. لا أستطيع إلا أن أتخيل إليوت واضعا يديه في خصره ناظرا لأوفيد بابتسامة ساخرة و هو يقول : إن كنت تكلفت عناء كل هذا من آلهة و أبطال و حوريات و مسوخ لتصنع للكون أسطورته .. فها هي الأساطير تحدث كل يوم في الطريق ، و أكثر!

٢٩ يونيو، ٢٠٠٨

عندما سُرِّح زوج "ليل" من الجيش #14 قلت

... ولم أزوق كلماتي - قلت لها مباشرة -

" فلتسرعن من فضلكن لقد حان وقت الإغلاق " #15

أما و الآن و قد أوشك " ألبرت " على الرجوع ، فيجب أن تتزيني ولو قليلا

فهو سيرغب في معرفة مصير ما أعطاك من مال لتجلبي

لنفسك بعض الأسنان .. لقد أعطاك المال , و قد شهدت ذلك

ربما يجب أن تخلعي جميع أسنانك يا "ليل" و تشتري طاقما جميلا

لقد قال - و أقسِم على ذلك - أنه لا يطيق النظر إليك يا "ليل"

و بصراحة .. أنا أيضا لا أحتمل ذلك

قلت لها فكري في " ألبرت " المسكين

لقد قضى في الجيش أربعة سنوات , وهو الآن سيرغب في قضاء وقت جميل

و إن أنت لم تمنحيه أياه .. هناك أخريات قد يفعلن

"ويلي .. أهناك أخريات" - هكذا سأَلـَت -

فقلت لها .. " شيء من هذا القبيل " ، فردت ...

"إذن حينها سأعرف تلك التي عليّ أن أشكرها على إسعاده "

ثم حدجتني بنظرة جامدة

" فلتسرعن من فضلكن لقد حان الوقت "

قلت لها .. وإن كنت تكرهين طاقم الأسنان , فما في وسعك إلا أن تتأقلمي معه

الأخريات هن من يملكن الانتقاء والاختيار ، لكن ليس أنت

فإن هجرك "ألبرت" .. فلن يكن ذلك لقلة الأقاويل عنك

قلت لها .. يجب أن تخجلي من منظرك العتيق الأشبه بالأنتيكات

- ذلك وهي لم تتجاوز الحادية والثلاثين بعد -

" أنا ما بيدي شيء " .. هكذا قالت وهي تمط وجهها عبوسا

" أنها تلك الحبوب التي تناولتها لأجهض "

- لقد أنجبت خمسا بالفعل , وكادت تموت أثناء ولادة جورج الصغير -

" لقد قال الصيدلي أن كل شيء سيكون على ما يرام

لكنني لم أعد قط كما كنت "

يالك من حمقاء بمعنى الكلمة !! - هكذا قلت -

فالآن حتى و إن لم يتركك " ألبرت " .. فها هي حالتك المزرية

فيم إذن تزوجت إن كنتِ لا ترغبين في الأطفال ؟!

" فلتسرعن من فضلكن لقد حان الوقت "

ليست هناك تعليقات: