النص الكامل لقصيدة الأرض الخراب - توماس ستيرانز إليوت - ترجمة محمد عبدالحي السيد يوسف

قصيدة الأرض الخراب ، قصيدة ما أن تقرأها إلا وتسكنك كعفريت .. ثم تتمثل لك في كل شارع تسيره ، و كل وجه تلمحه ... فاستحقت - ولا شك - أن تكون قصيدة القرن العشرين .
قرأتها مرات فظننت أني استوعبتها ، لكن وعندما قرأت "مسخ الكائنات" للشاعر أوفيد .. لم يعد فيها شيئا كما كان . و الآن .. لا أستطيع إلا أن أتخيل إليوت واضعا يديه في خصره ناظرا لأوفيد بابتسامة ساخرة و هو يقول : إن كنت تكلفت عناء كل هذا من آلهة و أبطال و حوريات و مسوخ لتصنع للكون أسطورته .. فها هي الأساطير تحدث كل يوم في الطريق ، و أكثر!

٢٨ يونيو، ٢٠٠٨

ما ذلك الصوت الذي يرتفع عاليا في الهواء ؟

و كأنه أنين أم تنوح

من هؤلاء القوم الملثمين ، المحتشدين فوق السهول اللا نهائية

متعثرين في الأرض المتصدعة ، لا يحوطهم إلا الأفق المسطح

أي مدينة تلك التي وراء الجبال

تتصدع .. و تتشكل ، وتنفجر في الهواء البنفسجي

تلك الأبراج المتداعية

لأورشليم .. أثينا .. الأسكندرية

فيينا .. لندن . . . وهم

ليست هناك تعليقات: