النص الكامل لقصيدة الأرض الخراب - توماس ستيرانز إليوت - ترجمة محمد عبدالحي السيد يوسف

قصيدة الأرض الخراب ، قصيدة ما أن تقرأها إلا وتسكنك كعفريت .. ثم تتمثل لك في كل شارع تسيره ، و كل وجه تلمحه ... فاستحقت - ولا شك - أن تكون قصيدة القرن العشرين .
قرأتها مرات فظننت أني استوعبتها ، لكن وعندما قرأت "مسخ الكائنات" للشاعر أوفيد .. لم يعد فيها شيئا كما كان . و الآن .. لا أستطيع إلا أن أتخيل إليوت واضعا يديه في خصره ناظرا لأوفيد بابتسامة ساخرة و هو يقول : إن كنت تكلفت عناء كل هذا من آلهة و أبطال و حوريات و مسوخ لتصنع للكون أسطورته .. فها هي الأساطير تحدث كل يوم في الطريق ، و أكثر!

٢٩ يونيو، ٢٠٠٨

أقدام تتحسس خطاها على السلم

و تحت المشاعل .. تحت الفرشاة

أنتشر شعرها كبقع نارية

... تتوهج عندما تهم بالكلام .. ثم ما تلبث أن تسكن سكونا وحشيا

" أن أعصابي متوترة هذه الليلة .. نعم متوترة .. فلتبق معي "

" تكلم معي .. لم لا تتكلم أبدا .. تكلم "

" في أي شيء تفكر ؟ .. فيم تفكر ؟ .. فيم ؟ "

" أنا ما عرفت قط أفكارك .. فكر !! "


أفكاري ... أننا في ضاحية الجرذان

حيث فقد الموتى عظامهم


" ما هذه الضوضاء ؟ "

- أنها الريح تحت الباب

" إذن .. ما هذه الضوضاء الآن ؟! .. ماذا تفعل الريح ؟ "

- لا شيء مجدداً .. لا شيء

" أما ...

أما تعلم أي شيء ؟ .. أما تعتقد أي شيء ؟!

أما تتذكر أي شيء !! "



- بلى أتذكر ...

( هاتان جوهرتان كانتا من قبل عينيه )



" هل أنت حي أم لا ؟!

أما يوجد في رأسك شيء؟!! "




لكن

آآآآه من تلك العبارة الشكسبيرية

أنها في غاية الرشاقة

وغاية الذكاء :

ماذا سأفعل الآن .. ماذا أفعل ؟

ربما سأخرج كما أنا

وأسير الشارع بشعري المسدل

ثم ماذا قد يحدث غدا ؟؟

ماذا قد يحدث في أي يوم ...

الحمام الساخن في العاشرة

و إذا كانت تمطر , فسنستقل عربة مغطاة عند الرابعة

و ربما نلعب دورا من الشطرنج

فاركين عيونا بلا أجفان

في انتظار طرقة على الباب

ليست هناك تعليقات: